السبت، يناير 25، 2014
سألني: هل أشتاق إليك؟ أجبت بسرعة و بصراحة: لا.
و لكن عندما سألني: هل أفكر فيك؟ توقفت قليلا.
ليس الأمر أني أفكر فيك فأنا حقا لم أعد أهتم بك على الإطلاق. كل الموضوع أن قصتنا كانت صعبة النسيان. لم يخذلني أحد قبلك بهذا الشكل. أتذكر فقط مواقفنا معا و أعيد التفكير فيها. لأكتشف كم كنت غبية عندما وافقت عليك. اعتقدت أن الحب أعمى و أنه يمكنني تغيير كل شيء فيك. لكني لم أكن أحبك فمن أين جاء العمى؟ اعتقد أني كنت فقط اتغاضى عن الأمور لأدع المركب تسير. و أنت لم تساعدني في ذلك كنت فقط تكشف عيوبك واحدة تلو الآخرى. كم وددت أحيانا أن اختفي أو تختفي أنت. أن ينتهي الأمر تماما كما انتهى بهدوء و بدون أي آثار جانبية. بدون أن اضطر أن اجرحك أو أخبرك تماما كيف أشعر نحوك. و لكنك فقط جعلتني أتعثر. لم أعد أثق إطلاقا في حكمي على الناس بعد الآن. دوما ما كنت اعتقد أن لدى الكثير من الأصدقاء قد يدعمون قراراتي و لكني الآن أشعر أن لا أحد قد يفهمني. ربما أنا السبب في كل ما يحدث لي على أي حال. أنا من يبعد الآخرين عني. حاولت كثيرا أن أكون الشخص الذي يهتم. ولكني لم أجد أحدا يهتم بي إطلاقا. أتعرف عندما كنت تقول أحبك. أتعرف لما لم أقولها لك. لأني لم أشعر بك و أنت تقولها. أنه كإحساسي أنك قد اعتدت عليها من قبل. أنها ليست أول كلمة أحبك في حياتك. أما أنا فلم أقلها لأحد من قبل و يبدو أنها لن تخرج إطلاقا. فأنت يا من أحببتني أفقدتني القدرة على الحب. فلا تعد لتخبرني أني المخطئة بعد الآن. لم أعد أشعر بشيء و لا حتى الندم.
و لكن عندما سألني: هل أفكر فيك؟ توقفت قليلا.
ليس الأمر أني أفكر فيك فأنا حقا لم أعد أهتم بك على الإطلاق. كل الموضوع أن قصتنا كانت صعبة النسيان. لم يخذلني أحد قبلك بهذا الشكل. أتذكر فقط مواقفنا معا و أعيد التفكير فيها. لأكتشف كم كنت غبية عندما وافقت عليك. اعتقدت أن الحب أعمى و أنه يمكنني تغيير كل شيء فيك. لكني لم أكن أحبك فمن أين جاء العمى؟ اعتقد أني كنت فقط اتغاضى عن الأمور لأدع المركب تسير. و أنت لم تساعدني في ذلك كنت فقط تكشف عيوبك واحدة تلو الآخرى. كم وددت أحيانا أن اختفي أو تختفي أنت. أن ينتهي الأمر تماما كما انتهى بهدوء و بدون أي آثار جانبية. بدون أن اضطر أن اجرحك أو أخبرك تماما كيف أشعر نحوك. و لكنك فقط جعلتني أتعثر. لم أعد أثق إطلاقا في حكمي على الناس بعد الآن. دوما ما كنت اعتقد أن لدى الكثير من الأصدقاء قد يدعمون قراراتي و لكني الآن أشعر أن لا أحد قد يفهمني. ربما أنا السبب في كل ما يحدث لي على أي حال. أنا من يبعد الآخرين عني. حاولت كثيرا أن أكون الشخص الذي يهتم. ولكني لم أجد أحدا يهتم بي إطلاقا. أتعرف عندما كنت تقول أحبك. أتعرف لما لم أقولها لك. لأني لم أشعر بك و أنت تقولها. أنه كإحساسي أنك قد اعتدت عليها من قبل. أنها ليست أول كلمة أحبك في حياتك. أما أنا فلم أقلها لأحد من قبل و يبدو أنها لن تخرج إطلاقا. فأنت يا من أحببتني أفقدتني القدرة على الحب. فلا تعد لتخبرني أني المخطئة بعد الآن. لم أعد أشعر بشيء و لا حتى الندم.
الثلاثاء، يوليو 02، 2013
كنت قد مللت من كل شيء تقريبا. من الهدوء العام في المنزل, من الروتين اليومي, من الذهاب للعمل و العودة مجددا لتكرار نفس الأحداث مرة أخرى. كنت قد مللت مني, من أسلوبي العقيم في معالجة الأمور, من تجاهلي لكل شيء حولي حتى لا أتعب أعصابي في التفكير. أعصابي التي دوما ما تتحطم من التفكير في أي شيء و في كل شيء. و كأن التفكير هو الشيء الوحيد الذي استطيع القيام به بدون تفكير. الليل يصبح أطول و أثقل و الدقائق لا تريد أن تمر بل تتكاسل تماما كما أفعل أنا ليلا. كان الملل هو المسيطر على الحال. حاولت الهرب منه مرات و لم أفلح. قررت أن أغير الروتين اليوم, لن أذهب للعمل و لن يعرف أحدا بذلك. سأخذ بنصيحة صديقتي العزيزة و أجرب شيئا مجنونا ليوم واحد ربما يكون هذا هو حقا الحل. دخلت إلى ذلك المقهى الصغير الذي أراه كل يوم في طريقي للعمل و لا التفت إليه, فقط أتمنى أن ادخله يوما ما و ارتشف واحدا من فناجين القهوة الساخنة التي أراها من النافذة العريضة المطلة على الشارع.
لم تكن القهوة يوما الشيء المفضل عندي, بل كنت أشربها فقط عندما أشعر بأني احتاج دفعة للطاقة للقيام بالروتين اليومي. و ربما كنت احتاجها اليوم كدفعة للطاقة للخروج من هذا الروتين اليومي. فتحت الباب برفق و أنا أشعر بأني أدخل إلى عالم سحري, عالم مختلف عما اعتده أو هكذا أردت أن أتصوره. أردت أن يكون كل شيء مميز في هذه التجربة. اخترت طاولة بكرسيين إلى جوار تلك النافذة العريضة, جلست أحدق في القائمة و لم أشعر لدقائق بذلك النادل الذي حياني عندما دخلت و قد جاء ليأخذ طلبي. طلبت قهوة محلاة و بعض الحليب, لم أكن استسيغ القهوة بدون حليب أو سكر. جلست أفكر و انظر حولي. لم يكن هنالك أي شخص في المكان سوى رجل عجوز يتناول قهوته و جريدته, و العاملين في المكان. نظرت في ساعتي فوجدتها مازالت التاسعة و لا اعتقد أن هنالك من يستيقظ في هذا الوقت يوم السبت, فمازال البعض يأخذونه كأجازة.
احضر النادل القهوة و عرض عليّ بعض الكعك فتناولته منه بلطف مع أني لم اطلبه, يبدو أني أثرت شفقته بمظهري البائس اليوم. لا بأس في ذلك على ما اعتقد فقد حاولت قدر ما استطيع أن أغير من شكلي البائس هذا و لم أفلح إطلاقا. أمي تقول أني أبدو كأحد مخلوقات الزومبي دائما, فمواعيد طعامي غير موجودة على الإطلاق و حالة الأنيميا حدث عنها و لا حرج. لا يوجد أحد يعرفني و لا يستغرب عندما يسمع عن عمري في البداية و أرى تلك الابتسامة المندهشة على وجهه. الجميع يخبرني أن هذا في صالحي و لكنهم بعد ذلك لا يأخذونني بجدية, فمن قد يتعامل بجدية مع شخص في السادسة و العشرين من عمره و يبدو فقط في العشرين, صدقا لا أحد.
اخرجت من حقيبتي ورقة و قلم أدون ما احتاجه في العمل هذه الأيام ثم قطعتها سريعا و ارجعتها إلى الحقيبة فلم أكن غي مزاج مناسب للتفكير في العمل.
تناولت الكعك مع القهوة و اندهشت من طعم هذا الكعك الرائع الذي لم اطلبه و لكنه حقا انعشني, التفت لابحث عن النادل صاحب الكعك و لم أجده, لم اعتقد أنه ميعاد تغيير العاملين لابد من أنه في مكان ما و سيعود لاحقا. هذا ما ظننت. بقيت ابحث عنه إلى أن مرت ساعة و حان وقت خروجي من هنا. طلبت الفاتورة و قد فقدت الأمل في أن يظهر. دفعت الفاتورة و ذهبت للباب كي أرحل. لم أكن حقا أود الرحيل دون شكره على الكعك الجميل أو ربما دون إلقاء نظرة أخرى عليه, لم المحه جيدا في المرة الأولى, لاحظت فقط أنه كان طويلا بشكل مثير تشعر معه أنه هنا ليحميك. يالهذه التخيلات الطفولية, حقا لقد أصابني الملل بالجنون. خرجت من الباب و أنا القي نظرة أخيرة على مكان ربما لن أدخله ثانية بعد الآن و لكن أراحني قليلا و بدد الملل.
اغلقت الباب ووجدته أمامي, إذا كان يقف هنا طوال الوقت. لم أعرف ماذا أقول و كيف أبدأ هل فقط شكرا على الكعك أم من أنت لتحضر لي كعكا لم أطلبه أم لما أنت طويل هكذا. أسئلة غريبة و ووقوفي أمامه كان أغرب لم أجد سوى كلمة شكرا و ابتسامة ليرد عليّ بمثلها.
الاثنين، ديسمبر 17، 2012
عندما خرجت في الصباح وجدتها تقف هناك،كعادتها تلبس مريول المدرسة و الحقيبة، تحمل في يدها زجاجة ماء،و قد عقصت شعرها بضفيرتين مزينتين بشريط احمر،أما حذائها الأسود اللامع فإنها تتفقده كل حين و تمسحه في جوربها حتى تتأكد من لمعانه.ترتسم البسمة على شفتيها و هي تقف على ناصية الشارع تنتظر الحافلة حتى تذهب إلى مدرستها، وقفت أراقبها قليلا،حتى أراها و هي تركب الحافلة،فقط لأطمئن عليها فالشارع خال و لا أحد به، انتظرت طويلا و الحافلة لم تأتِ، ولكن يبدو أن ذلك لم يؤثر بها فمازالت ابتسامتها تلمع على شفتيها،ومازالت تقف كما هي،تحدق في الحذاء و تمسحه في جوربها.نظرت إلى ساعة يدي و وجدت أني قد تأخرت على عملي و يبدو أن الحافلة لن تأتي اليوم، أردت أن اذهب إليها و اخبرها بذلك علها تعد إلى منزلها،و لكني خفت أن أمحو هذه الابتسامة الرائعة عنها، حاولت أن اقنع نفسي بتركها،و حاولت أن أفكر في مساعدتها،أو حتى أن أوصلها إلى المدرسة و لكني خفت أن تهرب مني و تخاف فتركتها و ذهبت.عندما عدت بعد العصر إلى المنزل،وجدتها مازالت تقف هناك في نفس المكان و نفس الابتسامة مازالت تلوح على شفتيها،و بعض الحزن يظهر في عينيها و الجورب متسخ من كثرة ما مسحت به حذائها.لكنها كانت هناك لم ترحل بعد، تركتها و دخلت إلى منزلي و سألت زوجتي عنها و هل تعرفها فقالت لي : هي فتاة يتيمة مات والداها في الأحداث الأخيرة،وتعيش مع أختها الكبرى، تبرع لها البعض منا بملابس المدرسة و قدمت لها أختها في مدرسة،و لكنها بعيدة و هناك حافلة تمر عليها حتى تذهب إلى هناك.و لكن،مع بداية العام الدراسي أغلقت الطرق مرة أخرى،ولم تعد الحافلة تمر من هنا،و لم يعد هناك من يوصلها إلى المدرسة فظلت ترتدي ملابسها هكذا كل يوم،وتقف أمام البيت في انتظار الحافلة علّ الطريق يفتح يوما و تأتي الحافلة إلى هنا.و كلما حدثتها أختها و أمرتها بالجلوس في البيت ردت عليها و قالت: أنا أريد الذهاب للمدرسة و الحافلة ستأتي، يوما ما ستأتي، و عندما تأتي سأكون في انتظارها.و مازلت كل صباح أراها تقف أمام منزلها،و الحقيبة في يدها و زجاجة الماء و حذائها اللامع و شرابها المتسخ، حاولت أن أساعدها و أن أوصلها و لكني تراجعت و اكتفيت فقط بان أراها و هي في انتظار.
التسميات: قصة قصيرة
كان يوما سيئا كالعادة، لاشيء فيه يدل على أنه قد يتغير، نفس الجو الصيفي الكئيب، نفس الشمس المشرقة التي تأبي أن ترتاح قليلا وراء السحب، فقط لتترك الجميع يجفف العرق.
كنت قد أنهيت كل أعمالي المنزلية من تنظيف و خلافه، وبدأت تغيير ملابسي للذهاب إلى العمل، الفترة المسائية كالمعتاد. لم تكن سيئة كما اعتقدت في البداية، فهذا يتيح لي أحيانا الهرب من تواجد الجميع، كانت الشمس حينها تستريح و تمهلني بعض الوقت للنظر من خلال نافذة الأتوبيس، نظرت في الساعة لأجدني متأخرة، أخذت السلالم في درجتين فقط، سحبت حقيبتي الملقاة على الكرسي، تأكدت من إغلاق كل شيء، أغلقت الباب وانطلقت. لم أنس تركيب السماعات في أذني وتشغيل بعض أغانيّ المفضلة، لا شيء يمرر الوقت غيرها، فرحلة الأتوبيس تطول أحيانا للساعتين بسبب الزحام. هرولت للمحطة وركبت الأتوبيس المنتظر في ملل مثلي. اخترت شباكا بجوار النافذة لأراقب الطريق و الناس. زدت من الصوت في السماعات فالضوضاء في المحطة لا تحتمل. صعد السائق أخيرا و دفعت الأجرة و سرحت مع النافذة وأغنية.
غالبا ما يمتلئ الأتوبيس قبل الوصول حتى للطريق العام، لذا يصبح الأمر بعد ذلك كعلب السردين، احمد الله يوميا أني أسكن بجوار المحطة و لهذا لا اضطر أن انحشر في هذه العلب، بل اختار الأتوبيس الذي يروقني، هذا إذا لم أكن متأخرة بالطبع.
يندفع الأتوبيس بوتيرة سريعة أحيانا و بطئية في أغلب الأحوال ملبيا نداءات الركاب في الطريق بالوقوف، والسماح لهم بالركوب، أحيانا أفكر أن الأتوبيس قد يتوقف لأي قطة تعبر الطريق من شدة البطئ.
توقف الأتوبيس قليلا وركب بعض الركاب، و كان بينهم ذلك العجوز المبستم، لم يكن هناك مكان الطبع فنحن في منتصف الطريق الآن، لدي ضعف غريب عند رؤية العجائز، وخاصة المبتسمين، يبدون حينها تماما كالأطفال، يملكون العالم.
لم احتمل فكرة وقوفه هكذا، نظرت حولي، قيمت الموقف، لم يكن هناك أحدا ليقف. قررت الوقوف فنحن في منتصف الطريق على أي حال، يمكنني الإدعاء بأني سأنزل قريبا إذا رفض الجلوس، أفعلها عادة و أنزل بعد قطع مسافة جيدة من الطريق، ولست متأخرة اليوم.
وقفت وناديت عليه بالجلوس، لكنه رفض تماما محاولاتي التي استمرت خمس دقائق كاملة، وادعاءاتي الفاشلة بأني سأنزل في المحطة التالية، لم ينجح شيء، لم يرض أبدا قائلا: أنتِ مثل ابنتي، اجلسي يا فتاة.
يبدو أن العرض قد جذب أحد المشاهدين الشباب الذي قرر أخيرا التنازل و التدخل معطيا كرسيه للعجوز، العجيب في الأمر ليس أنه تنازل، بل أنه قد نزل بالفعل في المحطة التالية، ألم يكن بإمكانه احتمال الوقوف بضع دقائق، يا للشباب!!
جلست في مكاني مرة أخرى سارحة مع أغنية، منزعجة من موقف هذا الشاب، ألعن كل الشباب الموجودين في الأتوبيس، وأتمنى لو أوجه لهم جميعا نظرات الاحتقار.
أفقت على يد ناعمة تربت على كتفي، لقد كان العجوز مرة أخرى، ابتسم في وجهي تلك الابتسامة الرائعة، وأخرج من كيس بلاستيكي كان يحمله، قطعة صغيرة من الشيكولاتة ملفوفة بورق القصدير. لم تكن غالية الثمن أو أي شيء، لكن ابتسامته جعلتني ابتسم طوال اليوم. وضعت الشيكولاتة في يدي و لم أتركها نهائيا إلى أن وصلت لعملي. وقفت في الشارع، فتحت ورق القصدير بعناية، وضعت الشيكولاتة في فمي، وابتسمت في سري، فربما اليوم سيتغير في النهاية.
التسميات: قصة قصيرة
الأحد، أبريل 18، 2010
واضح طبعا انه خلاص انتهى الموضوع
و أغلقنا الباب لعدم وجود شيء و إلى حين وجود شيء ستظل هكذا
فلتسدل الستارة الوداء على كل الشبابيك :)
وداعا
و أغلقنا الباب لعدم وجود شيء و إلى حين وجود شيء ستظل هكذا
فلتسدل الستارة الوداء على كل الشبابيك :)
وداعا
الخميس، مارس 04، 2010
في كل مساء و حينما تحين تلك الساعة أتوقف عن كل نشاط أقوم به. أنهض من مكاني، أدور حولي قليلا، أقف قليلا، و انظر للأعلى.من يراني قد يظن أني أبحث عن شيء، و لكني في الحقيقة لم أبدأ البحث بعد. تلك الساعة اليومية استغلها دوما في البحث عن شيء ما. ليس شيئا محددا بذاته و لكني أفتش في تلك الصناديق الكثيرة التي تملأ المكان من حولي. منذ أن انتقلت من منزل أسرتي لأعيش هنا وحدي و أنا لم أحاول أن أفرغ هذه الصناديق.
عندما انتقلت إلى هنا كان يوجد عشرون صندوقا، و الآن يتبقى فقط خمسة، في كل يوم في تلك الساعة أفرغ صندوقا، لي على هذه الحال سنتان.
أمسكت الصندوق الذي أمامي و نزعت الشريط اللاصق من فوقه فانفتح، كان يوجد به بعض أوراق الجرائد القديمة تغلف شيئا ما. أمسكت الشيء و نزعت عنه الأوراق و نظرت إليه عن كثب، كان منفضة سجائر كريستالية.
أنا لا أتذكر أن أحدا في منزلنا كان يدخن، و أنا شخصيا لا أفعل، و لكن مع ذلك تجد واحدة في كل منزل، منفضة سجائر خالية في انتظار أحد ليدخن، أنا ليس لدي أحدا ليزورني و لا يوجد فيمن أعرفهم من يدخن. و لكني أمسكت المنفضة بعناية ، أعدت لها لمعانها بطرف ثوبي، و وضعتها على الطاولة في مكان مميز كضيف شرف.
ترى لو كانت تتحدث ماذا كانت لتقول، كل الأشياء في يومنا هذا تتحدث، الهاتف و التلفاز و الراديو، بل أن الخضروات تتحدث في برامج الأطفال. لا أعلم لما يعلمون الأطفال هذه التفاهات. أحمد الله أن ليس لدي أطفال و إلا جاءني أحدهم صارخا يقول لي: اللعبة ترفض الحديث معي يا أبي. سأكون حينها في موقف حرج، كيف أجعل الدمية تتحدث، أنا لست ساحرا و لا أملك قوى خارقة لأفعل هذا.
و حتى لو امتلكت قوى خارقة، فأريد قوة أفضل من جعل الأشياء تتحدث، ماذا سأستفيد من سماع دمية تشتكي سوء معاملة الصغار لها، أو حبة طماطم تبكي و لا تريد أن تصبح عصيرا. الأمر يثير فيّ الضحك أكثر من اللازم.
أريد قوة غريبة أن أجعل السماء تمطر ذهبا أو أن أخضع الناس من حولي لرغباتي، أو أن اجعل الأشياء تتحرك من حولي دون أن ألمسها. و ربما حينها سأتمكن من إنهاء إفراغ هذه الصناديق.
انظر في الساعة لأجد الوقت قد نفذ و حان موعد نومي المقدس، فلا استطيع التأخر عن عملي في الصباح، أغلقت الصندوق مرة أخرى و لكن من دون الشريط اللاصق، وضعت الشريط اللاصق و الأوراق في سلة القمامة. أطمأننت على وضع منفضة السجائر، ألقيت على الجميع نظرة أخيرة و ذهبت إلى غرفة نومي و أغلقت الباب.
النهاية
ليست جديدة بالمرة بل ربما هي أقدم من آخر بوستين تم نشرهم و لكني لم أرضى عنها حتى الآن و نشرتها فقط لأني لا استطيع الكتابة هذه الأيام و ربما لا اكتب ثانيا من يدري فقط أردت الإفراج عنها و نشرها مع أخواتها
أتمنى فقط أن تعجبكم و أن تنقدوا فيها ما شئتم :)
ليست جديدة بالمرة بل ربما هي أقدم من آخر بوستين تم نشرهم و لكني لم أرضى عنها حتى الآن و نشرتها فقط لأني لا استطيع الكتابة هذه الأيام و ربما لا اكتب ثانيا من يدري فقط أردت الإفراج عنها و نشرها مع أخواتها
أتمنى فقط أن تعجبكم و أن تنقدوا فيها ما شئتم :)
التسميات: قصة قصيرة
الاثنين، يناير 04، 2010
تحديث
كنت قد وعدت بنشر هذا الجزء الذي كتبه الاستاذ أبو كريم ردا على البوست منذ مدة
و ها أنا أنشره و اعتذر له بسبب ذاكرتي التي أصبحت كذاكرة سمكة ذهبية لا تتعدى العشر ثوان
لذا ها هو
ما بين غيابك و حضورك
ما بين مجيئـك و رحيلك
ما بين اللهفة والحيــــرة
ما بين قلوبنا أزمنة
وفــــروق للوقت كثيــرة
أنتظرك دومـا بسعاده
لا تأتى أبدا كالعادة
فأضمك بالليل وسـادة
وأنام بدمعى كــــأسيـرة
كنت قد وعدت بنشر هذا الجزء الذي كتبه الاستاذ أبو كريم ردا على البوست منذ مدة
و ها أنا أنشره و اعتذر له بسبب ذاكرتي التي أصبحت كذاكرة سمكة ذهبية لا تتعدى العشر ثوان
لذا ها هو
ما بين غيابك و حضورك
ما بين مجيئـك و رحيلك
ما بين اللهفة والحيــــرة
ما بين قلوبنا أزمنة
وفــــروق للوقت كثيــرة
أنتظرك دومـا بسعاده
لا تأتى أبدا كالعادة
فأضمك بالليل وسـادة
وأنام بدمعى كــــأسيـرة
السلام عليكم
طبعا اعتذر في البداية عن غيابي الطويل
و تفويتي للعديد من المناسبات السعيدة بينكم و لكني عدت الآن و أشكر جميع من سأل عني
و لأني لم أكتب شيئا جديداً سواها لذا لا بأس في نشرها مع أنها لا تعجبني و يحتمل ان أغير فيها
طبعا اعتذر في البداية عن غيابي الطويل
و تفويتي للعديد من المناسبات السعيدة بينكم و لكني عدت الآن و أشكر جميع من سأل عني
و لأني لم أكتب شيئا جديداً سواها لذا لا بأس في نشرها مع أنها لا تعجبني و يحتمل ان أغير فيها
فرق توقيت
ما بين غيابك و حضورك
ما بين مجيئك و رحيلك
ما بين الكلمة تنطقها فأسمعها
ما بين ذلك و ذاك
فروق توقيت كثيرة لا أحصيها
ما بين الموعد تخبرني أنك قادم
فأظل انتظرك و انتظرك
لتأتي مساءاً و تجدني
مغمضة العينين و في أحضاني الوسادة
مبتلة بندى عيناي و أنا انتظرك
فلا توقظني
بل تترك رسالة أن جئت و لم أجدك
لم تنتظري فما بيننا كبير
ما بين قولهم بلهاء و تلطفهم أني حمقاء
ما بين زمانك و زماني
تجري الأنهار
تثور براكين
تنهار امبراطورية حبك في قلبي
و يعاد البناء في كل نهار
ما بين مواعيدك المختلفة
ما بين نهاري و مساءك
في وقتك أنا آخر بند في الأشياء
بعد الأكل بعد النوم و السهر
في وقتي لا بند سواكِ
استنشقك في كل يوم
لكني صرت أتمنى أن ألقاك يوماً
فلنضبط قلبينا معاً على ذات التوقيت
و لنلقن شفتينا معاً ذات الكلمات
علنا نتخلص من فرق التوقيت
هي ليست شعر هي فقط بعض الخواطر و ربما أجري عليها بعض التعديلات و ربما لا من يدري
على كل حال عام سعيد على الجميع :)
ما بين مجيئك و رحيلك
ما بين الكلمة تنطقها فأسمعها
ما بين ذلك و ذاك
فروق توقيت كثيرة لا أحصيها
ما بين الموعد تخبرني أنك قادم
فأظل انتظرك و انتظرك
لتأتي مساءاً و تجدني
مغمضة العينين و في أحضاني الوسادة
مبتلة بندى عيناي و أنا انتظرك
فلا توقظني
بل تترك رسالة أن جئت و لم أجدك
لم تنتظري فما بيننا كبير
ما بين قولهم بلهاء و تلطفهم أني حمقاء
ما بين زمانك و زماني
تجري الأنهار
تثور براكين
تنهار امبراطورية حبك في قلبي
و يعاد البناء في كل نهار
ما بين مواعيدك المختلفة
ما بين نهاري و مساءك
في وقتك أنا آخر بند في الأشياء
بعد الأكل بعد النوم و السهر
في وقتي لا بند سواكِ
استنشقك في كل يوم
لكني صرت أتمنى أن ألقاك يوماً
فلنضبط قلبينا معاً على ذات التوقيت
و لنلقن شفتينا معاً ذات الكلمات
علنا نتخلص من فرق التوقيت
هي ليست شعر هي فقط بعض الخواطر و ربما أجري عليها بعض التعديلات و ربما لا من يدري
على كل حال عام سعيد على الجميع :)
التسميات: خواطر
;;
Subscribe to:
الرسائل (Atom)