الخميس، يوليو 09، 2009

مقاطع سوداء






هي ليست أنا. أو ربما تكون. لا أدري ما وجه الشبه أو الاختلاف بيننا. لكنها كانت هنا يوما و هذه قصتها.

إهداء إلى أبي ، الذي لم يقف إلى جانبي يوما إلا ليخبرني بأني مخطئة في نظرتي للأمور،و أني مهما فعلت لن أصل إليه.

الحياة في منزلنا العامر أشبه بالسيرك كل يجري في طريقه. و لا يعرف شيئا عن الآخر.كل يقدم فقرته بإتقان و لا يتوقف لمشاهدة فقرات الآخرين.فكل ما يعنيه أنه يقوم بدوره على أكمل وجه.
أو قد تكون أشبه بالسجن. غرفات منعزلة، و طعام سيء، و رعاية لا تستطيع أن تصفها سوى بالسوء.
أو كالغرف المغلقة التي تجدها على صفحات الانترنت. لا تستطيع الخروج منها إلا بعد أن تقف على كافة الأبعاد كلها. لكن الفارق أنك قد تخرج منها.أما في منزلنا العامر فلا يوجد فرصة للخروج.

ما أن تدلف من الباب،حتى تجد كل شيء يلفه الغموض كتلك اللوحة على الجدار لفارس، يقف حائرا لا يعرف أين فرسه، يدير رأسه يسارا و يمينا و لكن لا فائدة، يريد أن يتحرك ليبحث عنه، لكنه لا يستطيع فكل شيء هنا ساكن، الكرسي، الطاولات، و أبي.

كان أبي يقول لي دوما، يا بني الحق احلامك اركب على فرس الخيال و اسبقها، و عندما تصل إليك تمسك بها، لكنه لم يخبرني ماذا أفعل بها بعد ذلك،أأتركها أم أن الأمر يتوقف عند هذا.

أمي دوما هي عماد البيت ، تخبرني ماذا أفعل ماذا ارتدي و ماذا أقول، كالدمية أصير بين يديها، صرت لا أعرف التحرك من دونها، هي دوما تعرف كل شيء و أي شيء، لا يوجد شيء على وجه الأرض لا يقع في مدار أمي، و لا يوجد موضوع قد تتحدث عنه إلا و ينقلب عن أمي، محور الأرض هي، ربما فمن يدري.

الأمر ليس بأني افقد ثقتي بالآخرين فقط، و لكني قد أفقد ثقتي بنفسي أيضا.

******************************************


الموت هو الحل لهذه المشكلة كما اعتقد، هذا ما تبادر لذهني منذ مدة، حاولت نشر الجملة، عل أحدا يسألني عن معناها، و لكن لم يسألني سواه كما توقعت تماما، جاءني بهدوء و اقترب مني و قال: ماذا تعنين بهذا، دائما ما كان صغيرا في نظري مهما كبر، يحتاج دوما للمساعدة، ليس مساعدتي فأنا لا أصلح حتى لمساعدة نفسي، اقترب مرة أخرى بصمت و أعاد السؤال، قلت له أقرأ بنفسك و لكني تذكرت أنه لا يستطيع أن يقرأ، أجلسته أمامي و سألته أحقا تود أن تعرف أنها قصة مملة كالعادة.


أخبريني بها، قالها و صمت استعدادا للسماع، لا بأس إذا، أتعرف شيئا ، أن يحاول الفأر أن يعيش في وكر الغيلان فهذا قمة الجنون، أما هنا فالقصة مختلفة.


الفأر يعيش مع هرة و كلب، الهر يكرهه بلا أسباب يحاول دوما أن يتحكم به، يسيطر على حياته، يسلبه أدنى درجات حقوقه،و الكلب صامت دائما، لا يتكلم ، يريد أن يساعد الفأر بل و يشفق عليه، و لكنه لا يستطيع أن يقف في وجه الهر، إن وقف في وجه فسيطرد هو الآخر كمن سبقوه.


فما رأيك أليس الموت هو الحل الوحيد له, لم يرد، فقد نام قبل أن انهي قصتي.


******************************

هي مجرد مجموعة من المقاطع لا يربطها رابط، سوى أنها جميعا سوداء.

24 Comments:

  1. الكحيان said...
    يبدو أنك تنهلين من نهر فياض ومعين لا ينضب ... فما زالت قصصك تتوالى بقوة ولي هنا ملاحظات : الأولى أنك مازلت تعزفين على نغمة الحزن والقتامة عزفا مجيدا وأنا لا أرى بالضرورة أن يكون المبدع حزينا وقاتما بل للمبدع أن يطيف بنا في تلك المناطق ليكشف جوانب من نفوسنا وحياتنا نحن في غفلة عنها. الثانية: مازلت تستخدمين فكرة التنبيهات وهي وإن كانت طريفة لكن لا أفضل الالتزام بها على الدوام دعي القارئ يفهم ما يشاء وكلما تشتت وتعددت تفسيراته واختلفت كان ذلك أفضل .
    الثالثة : طبعا المقطعان بينهما ارتباط كبير وليس السواد فقط هو الرابط كما أردت أن تضللي القارئ بذكائك وتوهمينه بخلاف ذلك عن طريق التنبيه فالموت والاختناق تحقق في المقطع الأول وتحقق في الثاني فالمقطع الأول هو بمثابة التجريد والمقطع الثاني هو تجسيد وتمثيل للفكرة باستعارة طريقة الحكي القديم - كليلة ودمنه- ويمكن هنا أن نستعير مصطلح إليوت فنقول إن المقطع الثاني هو معادل موضوعي للأول وكلا المقطعين يدخلان فيما يسمى قصة الإطار أو ما يقرب من " القصة داخل القصة" فقد يبدو في الظاهر بينمها انفصال لكنهما مرتبطان أي ارتباط .فاي موت يدرك الإنسان عندما يقع بين مطرقة تستعبده وتلغي وجوده وشخصيته ولو من باب الحرص على مصلحته وبين سندان السلبية والتجاهل لوجوده شكرا لقصتك الممتعة
    واحدة مجنونة said...
    لا ادري حقا ما اقول اقف حاليا مذهولة لم اتوقع نقدا كهذا لخواطري المتواضعة
    سأرد على بعض الملحوظات
    الاولى
    الحزن سمة دائمة حاليا لا استطيع التخلص منها، فحالة الاكتئاب مازالت موجودة و لا اتوقع ان تختفي قريبا.
    الثانية" مسألة التنبيهات لا ادري اصبحت لزمة في كتاباتي لا استطيع التخلص منها و لكني سأحاول.
    الثالث
    الارتباط بين المقطعين
    انا شخصيا لم اجد ارتباط غير السواد و لهذا قلت ما قلته و لكن يسرني انك وجدت روابط اخرى و اتمنى وجود المزيد و لنرى ماذا يمكن ان يتكشف.
    شكرا جزيلا على النقد الممتع و اتمنى ان يصبح دائم
    تقبل تحياتي
    mohamed ghalia said...
    هى فعلا سودة أووووووووووووووى
    بس فلسفتك فى العرض جميلة أوى
    واحدة مجنونة said...
    استاذ محمد
    انا قلت من البداية انها سوداء
    بس سعيدة انها عجبتك
    شكرا جزيلا لتعليقك
    حلم بيعافر said...
    اوقات مبنلاقيش غير الورق نشكيله وهو بيتحمل بقى اى سواد او قتامة فهو صديق لا يشكو ابدا الا من تركه بلا حبر يبث فيه الحياة
    واحدة مجنونة said...
    حلم بيعافر
    انت بصراحة جبت المفيد
    الورق فعلا بيشوف مننا حاجات غريبة
    بس الحمد لله انه ساكت و صابر علينا
    معرفتش كده اذا كانت عجبتك و لا لا
    بس شكرا على التعليق
    Unknown said...
    تعرفي انك بتكتبي كويس جدا يعني دي ممكن نقول عنها فضفضة مثلا بس بأسلوب راقي وأدبي بارع تشبيهاتك ووصفك بجد رائع ماشاء الله
    كتير من البيوت بنفص الطريقة وكتير قوي من الأبناء في نفس الحال الفارق الوحيد ان في واحد بيعرف يخرج الي جواه حتى لة على ورق وواحد تاني بيموت مخنوق بيه
    ربنا يبعد عنك السواد يارب
    لا أراكي الله مكروها أبدا
    دمتي بخير
    تحياتي
    واحدة مجنونة said...
    السلام عليكم
    استاذ كاتب مصري
    شكرا جزيلا على التعليق
    احيانا اشعر اني استطيع الكتابة بشكل جيد و احيانا لا اكتب شيئا بالمرة
    اما عن كون القصة هكذا في معظم البيوت فالقصة ليست عني تماما و انما جاءت هكذا
    احب دوما ان اكتب في حالات الاكتئاب فافراغ الطاقات افضل كثيرا من كبتها
    تقبل تحياتي و شكرا لك مرة أخرى
    أبو كريم said...
    اولا كما وعدتك ان اصبح قارىء دائم لتدويناتك..وعجبنى البوست بس بختلف مع الاستاذ كحيان الى حلل البوست التحليل القيم ده لان البوست مش محتمل كل ده..لاننا ببساطه بنتكلم عن حريه تعبير عما بداخلنا من افكار وكبت ..انا حسيت انها عباره عن واحده مش عارفه تغير واقع على ارض الواقع فترسمه بسوداويه على الورق كى تنفس عنه..وعلى فكره فى ابيات جميله للاستاذ أحمد مطر بتلخص الجدال ده

    بعنوان (مسأله مبدأ)

    قال لزوجه: اسكتي . و قال لابنه: ا نكتم.

    صوتكما يجعلني مشوش التفكير.

    لا تنبسا بكلمةٍ أريد أن أكتب عن

    حرية التعبير !
    منــار فايد said...
    فعلا مقاطع سوداء
    بس جميله
    انا بحييكي جدا
    عااااااااددي جدا هتعدي

    منـــــــار
    واحدة مجنونة said...
    السلام عليكم
    استاذ أبو كريم
    يسعدني أن تكون معلق دائم بالطبع
    اما عن تحليل الاستاذ كحيان فاعتقد انه كان يحلل اسلوبي اكثر مما كان يحلل النص نفسه و النص يحتمل اكثر من تحليل على حسب وجهة نظر القارئ و لا شك في ذلك
    اعجبتني الابيات
    و شكرا على تعليقك

    ******************
    منار

    شكرا على تعليقك و الحمد لله انها عجبتك
    و عندك حق كله بيعدي


    تحياتي للجميع
    ليس فقيرا من يحب said...
    السلام عليكم

    علشان لما اقول لحد المدرسين مبدعين يصدقنى

    جميل جدا اسلوبك فى العرض وان كانت فعلا سودا فالسواد موجود كتير اوى حوالينا ربنا ييسر امورنا يارب

    تحياتى لحضرتك ولكل المدرسين

    فى رعايه الله
    عماد خلاف said...
    كمان يعنى على مسئولتنا امال انتى بتعملى اية عايز افهم
    قولى اعترفى
    المهم عندى مدونتين واحدة للمقالات بحلم ببكرةو والتانية للقصة القصيرة
    ارجو التواصل
    واحدة مجنونة said...
    السلام عليكم
    استاذة رانيا
    لا ما هو انا زيك تمام مدرسة مع ايقاف التنفيذ يعني حاليا عاطلة عن العمل تماما و متفرغة للبطالة
    شكرا جزيلا ليكي و للتعليق و نورتي المدونة
    و قولي للي يعجبك ما يهمكيش المدرسين دول اخر ابداع
    تقبلي تحياتي
    *************

    استاذ عماد خلاف

    طبعا كل واحد على مسئوليته انا مليش دعوة خالص
    انا بكتب و بس و كل واحد حر يقرا او لا

    يشرفني تعليقك
    و يسعدني التواصل ايضا
    توقع رؤيتي في مدونتك قريبا


    تحياتي للجميع
    عماد خلاف said...
    كلة دي اخطاء ياربى لية ماقولتي عليها اكون سعيد جدا لو انك قولتى عليها
    لكن مارحتى لية شوفتى المدونة التانية بحلم ببكرة المقالات
    ياريت تشوفيها
    المهم لدى اقتراح اخر لية ما يحدث نوع من التواصل للكتاب القصةو الشعر على النت من خلال عمل لقاء ادبى اسبوعى على النت واختيار عمل لقراءتة لا اقول نقد ولكن انطباع الاول اة صحيح شكلك كنتى مستعجلة لانك قراءتى قصة واحدة على العموم تشرفت بزيارتك لمدونة ارجو التواصل والرد على افتراح
    تحياتى لحضرتك
    أحمد الصعيدي said...
    قمة البياض أن تري كل شئ أسود

    فهي بداية صنع الامل

    لك تحياتي
    -_- said...
    دي مش سودا .. اسود من السواد !!
    ليه كده بس ؟!!
    Haytham Alsayes said...
    سودة قوى كدة ليه بس علي العموم الاسلوب جميل واتمنى ان تبيض شوية المرات القادمة
    حسام السعيد عامر said...
    الحقيقة إسلوبك جميل رغم كل الحزن اللي بيغلفه
    عندي ليكي فكرة هايلة هتخليكي تغيري من مود الحزن ده
    إعملي بحث في جوجل عن مواقع نكت وإقرأي شوية نكت وأكيد مودك هيقلب على ساخر زي حالاتي
    عماد خلاف said...
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سعدت جدا بزيارتك الثاينة للمدونى الخاصة بى وسعدت اكتر عندما ذكرت اخطاء وشكرا على اهتمامك وياريت يكون هناك فرصة لزيارة المدونة اخرى وهى بحلم ببكرة اكيد كلها اخطاء كتير ة
    شكرا بجد
    اما بالنسبة لموضوع التواصل من خلال عمل ندوة اسبوعية يتم فيها اختيار عمل ادبى سواء قصة او قصيدة من اى مدونة بعد التشاور من خلال الأميلات وبعد ذلك كل منا يقوم بكتابة راية او انطباعة او نقد اى كان المسمى المهم ان يحدث نوع من التواصل من خلال النت
    وهناك افكار اخرى كثيرة تخص هذ الموضوع
    ارجو الرد
    micheal said...
    علي قد سوادها بس حسيتها جدا جدا وده في حد ذاته نجاح ليكي في طريقة العرض
    تحياتي
    blue-wave said...
    ربما تكن سوداء
    لكنها رائعه
    ربما لأنى اعشق ذلك اللون
    تحياتى
    واحدة مجنونة said...
    السلام عليكم
    اولا اعتذر عن التأخير في الرد و في التعليق على المدونات
    شوية كسل ليس الا

    استاذ شجر الليمون
    عندك حق فعلا و شكرا جزيلا على تعليقك
    *****************
    استاذ sharm
    معلش هي جت كده معايا هحاول اخفف السواد شوية المرة الجايه
    ************
    استاذ هيثم
    شكرا على تعليقك و يسعدني انها عجبتك

    ******************
    استاذ حسام
    الحمد لله انها عجبتك
    اما بالنسبة للنكت انا بعرف انكت و اهزر برضه و ساعات بكتب كوميدي و كل البوستات اللي في الاول كوميدي بس هي جت سودا المرة دي
    *****************
    استاذ عماد
    العفو على ايه انا معملتش حاجة
    و بالنسبة للموضوع التاني انتظر رد مني في مدونتك

    ************8
    استاذ micheal
    شكرا على التعليق و اسعدني انها عجبتك
    *********
    استاذ blue-wave
    كويس لقيت حد بيحب اللون ده زيي
    و انا من عشاق الازرق برضه





    ياااااااااااه خلصت
    بعتذر تاني عن التأخير
    و عن الكسل بتاعي
    تحياتي للجميع
    محمد الدخاخنى said...
    بداية سعدت لمطالعتى مدونتك الرائعة..

    أما مايتعلق بتلك التدوينة:إن الحزن يمضى كما الفرح والمرض يمضى كما الصحة وكل شئ فى الحياة يمضى لذا على كل منا أن يعرف أن الحياة ما خلقت إلا لنحياه..فلنحياها سعداء

    تحياتى

Post a Comment



Template by:
Free Blog Templates