الثلاثاء، يونيو 30، 2009

مرآه




وجدتها في دفاتري القديمة و أنا أقلب بين الأوراق، لم أكن أذكر أني كتبت شيئا كهذا من قبل ، هي بالطبع تشبه البوست السابق في الفكرة، و لكن الأسلوب يختلف كثيرا، لا أدري شعرت بالملل و أردت أن انشرها، لأقارن بيني و بين نفسي.



عندما تستيقظ في الصباح و تنظر في المرآه ماذا ترى؟

وجه لم تره منذ زمن بعيد

وجه تراه كثيرا هذه الأيام

وجه لا تريد أن تراه

أم وجه تحب أن تراه كثيرا

مهما ترى،و كيفما يبدو لك الوجه في المرآه، فالمهم أنك ترى، فإن كنت لا ترى شيئا، فأنت لست هنا.

هذه الأيام عندما استيقظ في الصباح ،و انظر في المرآه، أرى وجها، اعتقد أني أعرفه أو أني رأيته من قبل في مكان ما، و لكني لا أعرف أين رأيته أو من يكون.

اظل طوال اليوم أبحث بين كل الوجوه عن هذا الوجه الغريب، و لكن بلا فائدة فأنا لا اجده في أي مكان.

افتش في ذاكرتي بين الصور، و بين الذكريات، و لكن لا شيء يظهر بينها يذكرني بهذا الوجه.

و عندما أعود في المساء إلى منزلي، اذهب إلى المرآه، و انظر فيها ثانية لأرى الوجه محتار مثلي، ربما لا يعرف هو أيضا من أنا و لماذا انظر إليه هكذا.

و نظل ننظر إلى بعضنا البعض لساعات و لا أحد منا يتعرف على الآخر، أحاول أن أتحاور معه، أن أساله، أن أعرف شيئا منه، و لكنه لا يرد، بل أنه يعيد كلماتي كلها، كما أقولها كلمة كلمة، بدون أن يضيف حرفا أو ينقص حرفا.

أتركه و اذهب للنوم و أنا أعرف أني في الصباح، سأجده في مكانه، في المرآه، و سأظل لا أعرف أين رأيت هذا الوجه من قبل.

الجمعة، يونيو 26، 2009

هل تذكرني؟




لم أعد أحلم أو هكذا اعتقد. الأمر يعود لوقت طويل مضى،لم أعد أذكر منه شيئا، وقت أن كنت أحلم مثل أي شخص طبيعي، أما الآن فأنا لا أحلم، ربما لأني لم أعد أريد ذلك، لم أعد أريد أن أعيش في الأحلام مرة أخرى، أردت الإنغماس في الواقع أكثر فأكثر إلى أن نسيت عالم الأحلام, او ربما هو من تخلى عني في لحظة ما , فقدته مع كل ما فقدت من قبل و انتهى وقت كنت فيه أحلم.
كل من أقص له هذا الموضوع يضحك، و يعتبرني مجنونا، فمن ذا يهتم بالأحلام ما دام لديه الواقع بأكمله ليعيشه.
في المساء عندما أعود وحيدا إلى المنزل, أفتح باب الغرفة لأجدها كما تركتها في الصباح، مهملة،وحيدة تعاني مثلي، أتمدد على سريري من دون أن أفكر في تغيير ملابسي، فالأمر قد يأخذ وقتا و جهدا لا أملكه في تلك اللحظة، أغمض عيني و أنام, أتمنى أن استيقظ يوما و في ذهني حلما،أي حلم كان،لن أهتم،المهم أن احلم.
بدأ الأمر يتعبني، و يشل تفكيري، يوما بعد يوما يشغل الجزء الباقي من ذهني، يؤرقني و يزيد من نومي, و لكنه مازال نوما بلا أحلام.
نصحني الجميع أن أنسي، ألا أفكر في شيء تافه كهذا. أن أشغل تفكيري بما ينفعي،عملي، مستقبلي، و ربما على التفكير في ملئ ليلي بمن يؤنسني، و هكذا لن أحتاج إلى الأحلام، هكذا قالوا.
استمعت لهم، و نسيت أو تناسيت الأمر كليا، بت أعود متأخرا في المساء, أخضع للنوم من فوري, بجسد مرهق و تفكير شديد أنام, و بهما استيقظ، و بهما استمرعلى هذا الحال.
مضى على قراري بالتناسي مدة طويلة، حتى ذلك اليوم. يوم عادي كباقي الأيام , خلافات في العمل،و مع رئيسي,و بعض المتاعب الصحية، و سلة من غسيل متسخ، وبقايا طعام فاسد, لا شيء يجعله يوما مميزا على أي حال.
إلا عندما حل المساء, ألقيت بجسدي على السرير كعادتي، و ضممت الوسادة إلى صدري،و رحت في نوم عميق,إلى هنا و أنا كما أنا، لا شيء تغير في عاداتي، أو في عقلي , لكنه حدث.
حدث ذلك التغير, لم أطالب به هذه المرة,أتى وحده يزحف إلى عقلي و تفكيري, صورة مشوشة لا أدري لمن هي، و لا ما الذي تعنيه, فهي في الحقيقة لا تعني شيئا لي, و لكن لما الآن عندما فكرت بالاستسلام تظهر هذه الصورة في ذاك الحلم؟
لم أعرها اهتماما يذكر، تناسيت الأمر مرة أخرى، كما فعلت في البداية، و لكنها عادت تلح على ذاكرتي في كل مكان , أرى طيفها في كل شخص، و أكاد أجزم أنها كل هؤلاء, أو على الأقل احدهم.
تكرر الحلم عدة مرات, حاولت في كل ليلة منها أن لا أحلم، أو امتنع عن النوم, لكني ما أن أضع رأسي على شيء صلب، حتى أغرق في النوم و الحلم على حد سواء.
في كل مرة يتكرر فيها، يبدو الوجه مشوها، لا استطيع التحقق منه،أما الملابس و المشهد في الخلفية فيتغيران, حاول أن تكون في مكاني، و تتخيل شخصا، لا يسير في الطريق من دون أن يحدق في جميع الوجوه أو يصيب كل السائرين بحالة من الإرتياب، في أنه ربما ينظر إليهم، أو أنه على الأرجح أحد هؤلاء المجانين، الذين تمتليء به الطرق هذه الأيام.
الأمر لا يختلف كثرا في العمل، بدأت أفقد التركيز لتزداد العصبية, و تزداد معها المشاكل مع الجميع, أصبحت على حافة الإنهيار و الطرد .
لزمت المنزل في محاولة مني لتخفيف حدة الوضع، وأخذت إجازة من كل شيء، و كل أحد, و لكن لا فائدة، زاد الأمر سوءا باضطراري إلى النوم كثيرا في وقت الفراغ , بدأ الحلم يزداد غرابة يوما بعد يوم، أصبح هنالك صوتا يناديني: هل تذكرني؟
سؤال عادي قد لا تنتبه له , يلقيه على مسامعي الكثيرون كل يوم, أي شخص تلتقيه في الطريق يجد لديه الحق في إيقافك،و إلقاء ذلك السؤال العتيق" هل تذكرني؟", أنا لا اتذكر أحدا و لا أريد حتى أن أتذكر، و لكني مضطر لمجاراتهم بأني، ربما أتذكر, أو ربما هم يظنون أن عليّ أن أتذكر،و أن ذلك حق من حقوقهم ,لينتهي الأمر بي،و أنا لا أعرف لما توقفت، او لما أضعت من وقتي الثمين، تلك الدقائق في محاولة تذكر شخصا لم أره من قبل، لمجرد أنه قال لي : هل تذكرني؟
شهر مر،و أنا على هذا الحال،لا شيء يتغير سوى هذا الحلم , يتشكل في كل مرة و تتغير تفاصيله، لا لشيء إلا لكي يصيبني بالتشوش و الإنهيار في النهاية.
باءت كل محاولاتي في معرفة الوجه بالفشل, أحضرت جميع الصور، الدفاتر، و كل شيء أملكه من ذكريات،علني أجده مختبئا في إحداها, بلا فائدة، لا توجد في أي صورة و لا في أي سطر من سطور الرسائل، كأنها شبح لا وجود له، برز من غرفة مغلقة لا تمت لي بصلة، و لكنها جاءت إلى حلمي و أرقتني.
لا توجد في أصدقاء الطفولة، و لا شقاوة الشباب، و لا نزوات المراهقة، و لا تعب الكبر من بعده.
تنفذ أيام الإجازة سريعا، على عكس ذاكرتي التي لا تشفى.
قررت حينها أن استسلم نهائيا، مادامت تريدني أن أتذكر، فسأفعل و لكن عليها أن تساعدني على التذكر، هكذا فكرت، و هكذا قررت التنفيذ بعدها.
أصبحت أذهب للنوم طوعا حتى أجدها في انتظاري، بدأت أسالها من هي، و لعجبي فقد كانت ترد على أسئلتي، لكن الوجه مشوش، و الإجابات اكثر تشويشا.
أعجبتني فكرة أني من يسأل، الآن اصبحت المسيطر، أصبحت أتفنن في اللأسئلة، أصبحت أسالها عن كل شيء،يفيد أو لا يفيد في تعرفي عليها، أصبحت أسئلتي تنهال عليها بجنون،لا انتظر حتى إجاباتها، بل إني أسالها دون توقف، لم يعد يهمني أن أتعرف عليها بعد الآن، لم يعد يعنيني من هي، كل ما كنت أحتاجه هو ألا أترك لها فرصة لتسأل ذلك السؤال مرة أخرى.
"هل تذكرني؟"
فأنا حقا لا أتذكر.
تمت
* ليست قصة قصيرة ربما هي شيء اشبه بذلك، في الحقيقة لا أدري ما هي، و لكنها أصبحت هكذا.
بواسطة :مجنونة






الجمعة، يونيو 19، 2009






تحذير: البوست بالعامي


لم أجد أفضل من هذا الاسم لينطبق على حالنا,و اللي مش عارف الاسم يروح يتفرج على مسرحية "شاهد مشفش حاجة", بس ده مش موضوعنا, موضوعنا ان كل حاجة دلوقت عندنا ماشية بالعكس , بالمقلوب او خلف خلاف.

و أصبح المثل الشهير خالف تعرف هو الأصل حاليا.

فمثلا ركبت التاكسي و لقيت علامة كبيرة ملزوقة على الزجاج "ممنوع التدخين" و السواق بذات نفسه هو اللي بيدخن, يظهر العلامة لمنع الحسد و لا حاجة.

علامة ممنوع الوقوف تلاقي جمبها مش أقل من تلات او أربع عربيات واقفين, و كأن العلامة مثلا مش موجودة و ده ليه تفسيرين اختاروا منهم.

1- ان السواق أمي يعني لا بيقرأ و لا بيكتب, و ده طبعا سهل يتصدق.

2- ان السواق اعمي و ده طبعا عادي لان نص السواقين في مصر عمي و النص التاني ما بيسوقوش اصلا.

و ده طبعا غير اللافتات اللي بتحدد السرعات على الطرق, و طبعا اكيد محدش بيشوفها - مش قلنا السواقين عمي- و الدليل اننا بنلاقي ناس ماشية على سرعة 180 و السرعة المحددة 80 بس, و اكيد معذورين لانهم مخدوش بالهم من الواحد.
ما هو الواحد على الشمال ملوش لازمة اليومين دول.

حاجة تانية بلاحظها من زمان و ناس كتير اتكلمت عليها لكن طبعا محدش اتحرك و ده المعتاد, برامج الاطفال اللي بتتعرض الساعة 11 صباحا و كل الاطفال في المدرسة, و لا هما اصلا بيعرضوها للاطفال اللي أقل من سن المدرسة.

في اليابان مثلا - و مش عايزين حد يقلبها قضية وطنية و مصر بلدنا و حاجات كده- برامج الاطفال بتعرض في الساعة خمسة عصر, يعني يكون الطفل رجع من المدرسة و ذاكر واجباته و المفروض انه يتفرج شوية على الكارتون.

انما عندنا الطفل بيتفرج على المسلسلات و الافلام المعروضة للكبار في الاساس, و طبعا مفيش رقابة على الطفل و لا على البرامج اللي بيشوفها, طبعا لان والدته بتتفرج عليه و والده مش فاضي لدرجة انه يشوف ابنه بيتفرج على ايه.

و حاجات كتير لو بصيت حواليك في الشارع و البيت و الشغل هتلاقي الكل بيتصرف بالطريقة نفسها, و كل شيئ بقى ماشي بالعكس.

يتايحت

يعني تحياتي


بواسطة : مجنونة



الاثنين، يونيو 15، 2009

تخيلات مواطن مطحون


تخيل
حاول أن تتخيل معي أنك مثلي مكتئب تعيس لا يعجبك شيء, ثائر على كل شيء, و أي شيء.
تحاول أن تقلب نظام الكون في يومين, و يا ليتهما ساعتين.
تخيل معي أنك تركت كل ذلك.
تمددت على فراشك و نمت, (نعم نمت لا تنظر لي هكذا عليك فقط أن تنفذ ما أقوله إذا أردت أن تتخيل معي و إلا فأنت حر).
لقد نمت حسنا ، إذا سنبدأ.
الآن أنت تتخيل تذكر ذلك.
أنت تنهض من السرير, ترتدي ملابسك المرتبة بعناية في الدولاب الموجود بغرفتك -( لا تتعجب من وجود الدولاب فقد اتفقنا أنك تتخيل) -و الآن تخرج من الغرفة و تتجه إلى الصالة, و تجد والدك و والدتك هناك ملتفون حول مائدة الإفطار-( كفاك أسئلة و قطع لتفكيري نعم أنت تتخيل،إذا هناك مائدة و هناك إفطار)- تجد إخوتك الصغار في أحسن حال و الجميع في انتظارك لتناول الإفطار.
تتناول الإفطار و تنزل إلى الشارع و تركب سيارتك لتذهب إلى عملك, و تشغل الكاسيت على أغنية لفيروز و تستمع إلى الألحان و الصوت الشجي بينما تسير في شوارع القاهرة النظيفة و الجميلة!
تصل إلى عملك في ميدان التحرير في خلال ربع ساعة لأنك كنت تتلكأ و أنت تسمع فيروز، تخرج من السيارة و تغلقها جيدا و تصعد إلى عملك بالدور العاشر، المصعد جاهز بانتظارك و العامل يرتسم على وجهه علامات البشر و السرور, و يفتح لك باب المصعد لتدلف اليه ، تتلفت حولك لترى من هذا الذي يبتسم له العامل و يفتح له الباب,وعندما تتأكد أنك وحدك هنا و ليس هناك زحام من أي نوع -( و يكون العامل حينها قد تيقن من إصابتك بالجنون و لكن هذا لا يعنينا الآن)- تدخل إلى المصعد و ينطلق بك من دون توقف إلى الدور العاشر، تدخل إلى المكتب لتجد كل زملاؤك يبتسمون لتحيتك, فتنظر إليهم باستغراب و ترد التحية بابتسامة بلهاء, و تفرك عيناك للتأكد مما تراه-( نعم حتى عبد المولى افندي رئيسك في العمل يبتسم لك فأزح نظرة الاندهاش هذه من على عينيك و شفتيك و لنكمل)- و بعدها تتجه إلى مكتبك و لكنك لا تجده, تبحث عنه كثيرا ليدلك بعدها أحد زملاؤك إلى مكتب جميل و نظيف عليه باقة من الزهور و مجموعة من الملفات مرصوصة بعناية و يجلسك عليه رغما عنك فأنت مازلت لا تصدق يا عزيزي.
تبدأ في مزاولة عملك اليومي, و تبحث عن الجريدة لتبدأ صباحك مثل كل يوم بقراءة الأخبار الفنية و حل الكلمات المتقاطعة و لكنك لا تجدها وسط الملفات كالعادة ، فتسأل زميلك بجوارك ليخبرك أن هذا وقت العمل و لا ينبغي تضييع ثانية واحدة فيه, وأن عليك البدء بالعمل قبل أن يغضب عبد المولى افندي و لأنك لا تريد لهذا أن يحدث فإنك تبدأ على الفور,وتمسك أحد الملفات و تبدأ في إنهائها و حينها يدخل أحد المواطنين و على وجهه ترتسم تلك الابتسامة البلهاء-( لا تخف ليس في الجو غاز مثير للضحك و لا للغباء)- و يبدأ في سرد شكواه وأذنك كالعادة لا تلتقط منه سوى كلمات لا تصلح لشيء أبداً.
الحكومة...... الغرامة..... دفعنا..........الحجز................ساعدني.....................الختم
و عندما ينتهي تطلب منه أنت أن يعيد ما قاله منذ البداية و ترسم على وجهك ذات الابتسامة( تهانئ عزيزي يبدو أنك قد بدأت تتعلم).
و يعيد المواطن مبتسما ذات القصة فتقول له في لا مبالاة اعتدتها : الختم غير موجود مر علينا في يوم آخر، لتجد بعدها أحدهم فوق رأسك يصرخ و يقول: ماذا تفعل يا افندي، و يتضح أن هذا الصوت الجهوري و الوجه المتجهم و الرقبة الجميلة( لا بأس في بعض النفاق أليس كذلك؟) لم يكن سوى عبد المولى افندي و قد انتفشت أوداجه و ارتعش صوته و بدأ يتأسف للمواطن و يصب جام غضبه عليك( و ما شأني أنا إن كنت لا تفهم شيئا مما سبق أتريدني أن أغير كل شيء من أجلك ألا يكفيك ما فعلته حتى الآن إن لم تتوقف عن مضايقتي فلن أكمل، حسنا الآن أنت تعجبني فلتكن مطيعا هكذا على الدوام و لا تجعلني أغضب فلنكمل) ماذا تفعل يا افندي أنا أقول دوما أنك لا تصلح لشيء( كان هذا صوت عبد المولى افندى بالطبع و لا شك في ذلك إطلاقا) لماذا تقول للمواطن أن الختم غير موجود أليس الختم موجود بدرج مكتبك, فتفتح الدرج و يا للعجب الختم حقا هناك و لكنك لا تصدق.
- و لكن يا سيدي الختم لم يكن هنا الختم كان مع سيادتك و كنت تقول لي أن أقول دوما أن الختم غير موجود.
- ماذا و تتهمني بذلك أتجرؤ ( لا تندهش ما ذنبي إن كان عبد المولى افندي متابعا جيدا للمسلسلات التاريخية ) كيف تفعل ذلك سوف أشكوك إلى المدير العام بتهمة تعطيل مصالح المواطنين هيا اذهب الآن من أمامي و خد باقي اليوم إجازة و غدا تأتي باكرا للتحقيق معك في هذا الموضوع، أتفهم؟
( أعرف بالطبع أنك لا تفهم شيئا فأنت لعبة في يدي الآن,أنا لم أجبرك على ذلك بل أنت من استسلم لي فلتكمل حتى النهاية)تخرج من عملك مقهورا غير مصدق لما حدث,وتركب سيارتك مرة أخرى, ولكن هذه المرة مع أنغام أغنية "اتخنقت" لمحمد محي( لا تتفلسف و تخبرني أنك لا تحبها مادمت أنا من يكتب فستستمع لها شئت أم أبيت)و في هذه المرة تعود لمنزلك في خلال خمس دقائق,فأنت تسير بسرعة جنونية و لكن من حسن حظك و حظي أن الشوارع كانت خالية في مثل هذا الوقت،تدخل إلى المنزل لتجد والدتك مازلت لم تنتهي من تحضير طعام الغذاء,فتخلع ملابسك وترتدي ملابس البيت,وتجلس أمام التلفاز و تحاول أن تضيع الوقت الباقي من اليوم تقلب في القنوات,فتجد برنامجا حواريا سياسيا يتكلم في موضوع هام,و لأنك لم تعتد ذلك فأنت تقلب القناة لتجد برنامج آخر ثقافي لا يجذبك,فأنت لا تهتم بمعرفة الأسرة الرابعة من العاشرة مادمت تعرف أسرتك فهذا يكفيك ، تقلب القنوات مرة أخرى وأنت تبحث عن شيء تعرفه تماما ( نعم أعرف ما تفكر فيه تماما فلا تدعي البراءة امامي) تلك الفيديو كليبات الجميلة التي تعجبك أو احدى البرامج الفنية الغاية في التفاهة,فأنت يهمك أن تعرف من تزوجت و من انفصلت و من ماتت و غيرها من الأخبار التي تصيبني بالملل,ولكن لا تجد شئيا من هذا فتتعجب,وتترك التلفاز في حاله و تذهب لتناول الغذاء مع أسرتك التي اجتمعت أخيرا,و بعدها تذهب إلى غرفتك و تغلق الباب جيدا و تفتح جهاز الحاسوب و تبحث عن ملفاتك العزيزة من الاغاني الهابطة,و لا تجدها و لا تجد أحدا ممن كنت تدردش معهم كل يوم حتى الصباح و تتأخر عن عملك.
يصيبك الملل( ماذا لا تقل أنه لم يصبك حتى الآن فأنا قد مللت و مادمت أنا مللت فأنت مللت لا تتعبني معك كثيرا).
بما أنك قد مللت فأنت ترتدي ملابسك مرة أخرى و تنزل إلى الشارع, و تركب سيارتك وتذهب إلى شاطئ النيل,و تتمشى هناك بدون السيارة و لا تجد أحدا هناك فمازال الوقت باكرا ( باكرا على ماذا؟ في الحقيقة لا أعرف و لكن الشمس مازالت هنا إذا فالوقت مازال باكرا. لا يعجبك كلامي ، حسنا سأتراجع عنه و لكن هذه المرة فقط فلا تعتد على ذلك).
لا تجد أحدا فتمل بسرعة,وتركب السيارة منطلقا مرة أخرى بلا هدى على أنغام فيروز الشجية,وفجأة تظهر أمامك هذه السيارة الفخمة من حيث لا تدري و تصطدم بك, لتجد نفسك في مشفى أنيق و حولك الأطباء و الممرضات الوسيمات يدرن حولك كخلية نحل,وأنت لا تفهم أي شيء, فيتبرع لك أحدهم و يشرح أنك نقلت إلى هنا بعد الحادث,فتخبرهم أنك فقير و لا تملك تكاليف العلاج, فيخبروك أن لا تقلق فالعلاج بالمجان,و لن تدفع شيئا و بعد فقرة من الاندهاش و النظرات الغريبة و الذهول, يأتيك أحد رجال الشرطة و يسألك عن تفاصيل الحادث و ما حدث ( ماذا ألا تصدق شيئا أبدا حقا لقد تعبت منك).
وبعد أخذ إفادتك و علاجك الذي لم يستغرق الكثير,والقبض على المتسبب في الحادث,و تغريمه ثمن تصليحات السيارة,تعود إلى بيتك سعيدا و مندهشا في نفس الوقت و لكنك مازلت تعبا فتنام.
في اليوم التالي توقظك والدتك باكرا لتذهب إلى العمل و لكنك تتذكر اللجنة و التحقيق فتقرر عدم الذهاب و التعلل بأنك مازلت تعب من الحادث بالأمس,’و تجلس في بيتك أمام التلفاز مستسلما أمام برنامج آخر ثقافي يحدد آخر العائلات الفرعونية, لتصبح خبيرا في معرفة الأسر جميعا من الأولى و حتى الأخيرة و عندما تتعب و تنام تستيقظ على أصوات ضوضاء,فتفتح عيناك بصعوبة لتجد زملاؤك في العمل و معهم عبد المولى افندي,أمامك حاملين كل أنواع الزهور التي تعرفها و التي لم يسبق أن رأيتها من قبل,والنوع الثاني أكثر بالطبع و أنت مازلت على نظرة الذهول التي تصيبك منذ أن بدأنا .
بالطبع ترحب بهم و تدعوهم للجلوس لتسمع أعذب الكلمات و التمنيات بالشفاء العاجل و أن لا تهتم بأمر اللجنة و أن كل شيء على ما يرام و لابد أنك كنت في لحظة غضب و المواطن العزيز قد سامحك و لم يقدم شكوى ضدك.
إذا فالأمور كلها قد حلت و يحق لك الآن أن تبتسم و تفرح.
الآن
استيقظ
نعم لقد سمعتني جيدا
استيقظ
أراك الآن تتلفت حولك في الغرفة تبحث عن الملابس في الدولاب و لا تجده فتخرج بملابسك كما هي فلا تجد افطارا و لا شيء فتنزل إلى الشارع تبحث عن سيارتك, لتذهب إلى العمل و لكن لا يوجد شيء أيضا و حتى في العمل الحال كما تركته قبل نومك كل شيء لا يسير و لا يتحرك.
ألا تذكر لقد كنت تتخيل.
و الآن هل تشعر أنك أفضل.
أعطيتك جرعة من التفاؤل بأن هذا ربما يكون حالك في المستقبل.
انتظر لا تذهب الآن.
أنت أخذت تفاؤلي فأعطني شيء بدلا عنه فقد كانت آخر جرعة لدي.
( كلما حاولت أن أتفاؤل و أقول أن الحال سيصبح أفضل في يوم ما,أجدني اكتئب مرة أخرى عندما أتذكر حالنا الآن).
لذا لا مزيد من التفاؤل و لا التخيل.
انتهت.
توقيع : مجنونة.


الجمعة، يونيو 12، 2009

الكائن الرومانسي





أردت أن كتب في هذا البوست شيئا هاما يعبر عن شيء هام بالطبع و إلا كيف يكون هاما و لكن بما أني لا افقه شيئا بالسياسة و أو الاقتصاد أو أي شيء له علاقة من قريب أو بعيد بأي مصطلحات معقدة من أمثال امبريالية و ديموغرافيا و غيرها.
مما يسبب لي الصداع المزمن و حالة من الغباء تصل أحيانا إلى حد البحلقة و النظر إلى السماء لأراها مليئة بالنجوم في الساعة الثانية عشر ظهرا.
و بما أني هكذا فلا مفر من اختيار شيء آخر تكون الكتابة عنه أسهل و ابسط بالنسبة لي.
هناك شيء يشغل بالي من مدة ليست بالقصيرة و هي ظاهرة انتشرت كما النار في الهشيم, لماذا؟ لا احد يعرف لكنها أصبحت احدث صيحات الموضة و بما أني فتاة فيفترض بي مجاراة الموضة.
الظاهرة يا سادة يا كرام و يا لئام هي( الرومانسية), فأصبحنا نصنف الناس حاليا إلى كائن رومانسي و آخر غير رومانسي, و أنا انتمي بطبيعة الحال إلى النوع الثاني. الغير رومانسي و الغير حالم و لكني مع ذلك اعرف العشرات من الرومانسيين و تعاملت معهم مما اكسبني الخبرة لذا سأتواضع و أشارككم خبراتي – لا تعتادوا على ذلك_ ,حسنا إذن لنبدأ.
عشر خطوات سريعة لتكون رومانسيا و على الموضة
الخطوة الأولى:
عليك أن تحفظ الكثير و الكثير من الأغاني الرومانسية و أن تحتفظ بها على حاسوبك أو هاتفك الجوال لأنك ستحتاجها كثيرا عندما تسهر تتطلع بالنجوم و تفكر و معك وردة لتقول الجملة المشهورة و أنت تزهق روح الوردة بين يديك " بتحبني , ما بتحبنيش".
يمكنني أن أرشح لك بعض الأغنيات الرائجة للغاية , فان كنت من محبي الكلاسيكيات فلديك أغاني عبد الحليم و أم كلثوم و لا تنسى أهم أغنية لإسماعيل ياسين و شكوكو ( الحب بهدلة خلاني قندلة) ، أما لو كنت من المعاصرين و المحدثين فلديك أغاني مطرب الجيل تامر بوسني و محمد حداقي ، إن كنت من محبي الشعبي فالقائمة طويلة للغاية.
الخطوة الثانية:
السهر طبعا، فهو من علامات الرومانسية الشديدة حتى لو لم تنم و ذهبت إلى عملك مرهقا لتنام هنالك فلا تقلق فالجميع مثلك تقريبا ( و يسألون بعدها عن سبب عدم ارتفاع معدلات الإنتاج) و يعرفون حالتك تماما.
الخطوة الثالثة:
عليك أن تجد احد تسهر من اجله فلا داعي للسهر بدون فائدة، و لا تقلق أمامك الكثير من الخيارات، بنت الجيران أو زميلة بالعمل أو حتى فتاة رأيتها بالمترو.
الخطوة الرابعة:
احتفظ بالكثير الكثير من رسائل الحب و الغرام على هاتفك المحمول, صدقني ستحتاجها و إن لم تجد و كنت حديث العهد بالرومانسية ربما عليك شراء إحدى الكتب المنتشرة(من أم جنيه و نص) و فيها ستجد ما تريده من الرسائل.و هي منتشرة في كل مكان من أول المترو و حتى أرصفة العتبة.
الخطوة الخامسة:
النظرة ، و هي شيء مهم للغاية فلابد أن تكون مزيج من السهتنة و الغباء أو شيء من هذا القبيل, و ربما عليك التدرب أمام المرآه و لكن لا تدع أحدا يراك و إلا حللت ضيفا عزيزا على مستشفي الأمراض العقلية.
الخطوة السادسة:
لا تنسى أبدا أن تحضر معك كمية مضاعفة من المناديل في كل مرة تذهب فيها لترى حبيبتك، فالرومانسي لديه ميل واضح للبكاء بدون أسباب منطقية.
الخطوة السابعة:
احفظ شوارع القاهرة بكل مطاعمها و أسعارها و حتى" المنيه" حتى لا تتدبس في مبلغ محترم في حال قررت دعوة حبيبتك لمكان ما.
و سيساعدك في ذلك انك قد تظل هيمان طوال الليل بالشارع تفكر فيها و إن كانت لديك سيارة فالأمور باتت أكثر سهولة.
الخطوة الثامنة:
اخبرها دائما بمناسبة و غير مناسبة انك تحبها و لا تطيق العيش بدونها، و لكن لا تتعدى الحد الأقصى و هو عشرين كلمة بحبك بالساعة، فذلك يجعلك مدلوقا.
الخطوة التاسعة:
بالطبع عليك أن تبدو أمامها و كأنك مقطع السمكة و ديلها و تعرف بنات بعدد شعيرات رأسك الأصلع و لا بأس أيضا من أن تخبرها بأنك تركت الجميع من اجل عيونها فقط, و لا تذكر حقيقة انك في الواقع لم تجد غيرها تقبل بك فهي كذبة صفراء صغيرة.
الخطوة العاشرة و الأخيرة:
نفذ كل الخطوات السابقة بحذافيرها و ستصبح رومانسيا في خلال يومين و نصف ، و غير مسئولين عن الفروقات في التوقيت.
ملحوظة:
لا اتهم الرومانسية أو الرومانسيين بحالة الغباء أو الهطل الفطري و لكني أرى أنها تحولت بشكل ما إلى قصص مكررة ما أن ترى واحدة كأنك رأيت الجميع، فلو كان قيس و ليلي في عصرنا لما انتحرنا و لا وجدنا قصة حب خالدة, فما أسهل من ورقة زواج عرفي و اتنين شهود، و سلملي على الرومانسية.
توقيع:
مجنونة



الثلاثاء، يونيو 09، 2009

هذا المقال مجرد تجربة للبلوج

الكثير و الكثير من وسائل الإعلام المسموعة و المرئية و الالكترونية قد غطت بالطبع هذا الموضوع. و وجدت فيه الايجابيات و السلبيات لهذه الزيارة العزيزة. و لكني لا افهم شيء في السياسة و لهذا سأعرض وجهة نظر غريبة بعض الشيء.
هناك بالطبع العديد من الفوائد الاقتصادية و السياسية و لكني هنا اقصد شيئا أخر.
سنبدأ بالفوائد من وجهة نظري:
- إذا كنت من منطقة الهرم و ما يجاورها او الجامعة و ما يجاورها فقد اخذت أجازة من الخروج هذا اليوم, ليس برضاك بالطبع و لكن رغما عنك.
- اما إذا كنت من باقي القاهرة فقد استغل بعضهم الفرصة في اخذ اجازة بدون مناسبة بسبب وجيه و هو الزحام.اي انه كان يوم اجازة رائع للمصريين للجلوس في المنزل و هو من هوايات الشعب المصري الذي يحب ان يأخذ اجازة في كل المناسبات.
- النظافة, ستقول و ما علاقة النظافة بزيارة الرئيس الامريكي , فانظر لك نظرة ريبة.كيف تكون مصري و لا تعرف العلاقة, الامر واضح كالشمس فقد تم تنظيف كل المناطق المحيطة بالهرم تماما و كانت الشوارع بتزغرط من الفرح.
- اما عن نظافة الجامعة فحدث و لا حرج , لم ارها يوما بهذا الجمال و انا من قضى فيها اربع سنوات من عمري, و حتى قاعة الاحتفالات كانت من اجمل ما يكون.
اما من لم يسعفهم الحظ و لم يزر الرئيس اماكن قريبة من مساكنهم فهم مازالوا يدعون ان يعود الرئيس ليزور كل شبر من اراضي مصر المحروسة حتى تنال الشوارع بعض التنظيف و التشجير.
- هذه الفائدة خاصة بي, فلاول مرة في التاريخ اشاهد قناة مصرية ارضية, اعرف انه شيء لا يصدقه عقل و لكنه حدث بالفعل , و انوي وضعه في باب صدق و لا تصدق.
لا اذكر فوائد اخرى و لكني مع ذلك اشكر العزيز الغالي أوباما على زيارته الميمونة و اقول له شكرا يا ماما
قصدي يا أوباما
بواسطة : مجنونة

;;

Template by:
Free Blog Templates