الجمعة، يونيو 12، 2009

الكائن الرومانسي





أردت أن كتب في هذا البوست شيئا هاما يعبر عن شيء هام بالطبع و إلا كيف يكون هاما و لكن بما أني لا افقه شيئا بالسياسة و أو الاقتصاد أو أي شيء له علاقة من قريب أو بعيد بأي مصطلحات معقدة من أمثال امبريالية و ديموغرافيا و غيرها.
مما يسبب لي الصداع المزمن و حالة من الغباء تصل أحيانا إلى حد البحلقة و النظر إلى السماء لأراها مليئة بالنجوم في الساعة الثانية عشر ظهرا.
و بما أني هكذا فلا مفر من اختيار شيء آخر تكون الكتابة عنه أسهل و ابسط بالنسبة لي.
هناك شيء يشغل بالي من مدة ليست بالقصيرة و هي ظاهرة انتشرت كما النار في الهشيم, لماذا؟ لا احد يعرف لكنها أصبحت احدث صيحات الموضة و بما أني فتاة فيفترض بي مجاراة الموضة.
الظاهرة يا سادة يا كرام و يا لئام هي( الرومانسية), فأصبحنا نصنف الناس حاليا إلى كائن رومانسي و آخر غير رومانسي, و أنا انتمي بطبيعة الحال إلى النوع الثاني. الغير رومانسي و الغير حالم و لكني مع ذلك اعرف العشرات من الرومانسيين و تعاملت معهم مما اكسبني الخبرة لذا سأتواضع و أشارككم خبراتي – لا تعتادوا على ذلك_ ,حسنا إذن لنبدأ.
عشر خطوات سريعة لتكون رومانسيا و على الموضة
الخطوة الأولى:
عليك أن تحفظ الكثير و الكثير من الأغاني الرومانسية و أن تحتفظ بها على حاسوبك أو هاتفك الجوال لأنك ستحتاجها كثيرا عندما تسهر تتطلع بالنجوم و تفكر و معك وردة لتقول الجملة المشهورة و أنت تزهق روح الوردة بين يديك " بتحبني , ما بتحبنيش".
يمكنني أن أرشح لك بعض الأغنيات الرائجة للغاية , فان كنت من محبي الكلاسيكيات فلديك أغاني عبد الحليم و أم كلثوم و لا تنسى أهم أغنية لإسماعيل ياسين و شكوكو ( الحب بهدلة خلاني قندلة) ، أما لو كنت من المعاصرين و المحدثين فلديك أغاني مطرب الجيل تامر بوسني و محمد حداقي ، إن كنت من محبي الشعبي فالقائمة طويلة للغاية.
الخطوة الثانية:
السهر طبعا، فهو من علامات الرومانسية الشديدة حتى لو لم تنم و ذهبت إلى عملك مرهقا لتنام هنالك فلا تقلق فالجميع مثلك تقريبا ( و يسألون بعدها عن سبب عدم ارتفاع معدلات الإنتاج) و يعرفون حالتك تماما.
الخطوة الثالثة:
عليك أن تجد احد تسهر من اجله فلا داعي للسهر بدون فائدة، و لا تقلق أمامك الكثير من الخيارات، بنت الجيران أو زميلة بالعمل أو حتى فتاة رأيتها بالمترو.
الخطوة الرابعة:
احتفظ بالكثير الكثير من رسائل الحب و الغرام على هاتفك المحمول, صدقني ستحتاجها و إن لم تجد و كنت حديث العهد بالرومانسية ربما عليك شراء إحدى الكتب المنتشرة(من أم جنيه و نص) و فيها ستجد ما تريده من الرسائل.و هي منتشرة في كل مكان من أول المترو و حتى أرصفة العتبة.
الخطوة الخامسة:
النظرة ، و هي شيء مهم للغاية فلابد أن تكون مزيج من السهتنة و الغباء أو شيء من هذا القبيل, و ربما عليك التدرب أمام المرآه و لكن لا تدع أحدا يراك و إلا حللت ضيفا عزيزا على مستشفي الأمراض العقلية.
الخطوة السادسة:
لا تنسى أبدا أن تحضر معك كمية مضاعفة من المناديل في كل مرة تذهب فيها لترى حبيبتك، فالرومانسي لديه ميل واضح للبكاء بدون أسباب منطقية.
الخطوة السابعة:
احفظ شوارع القاهرة بكل مطاعمها و أسعارها و حتى" المنيه" حتى لا تتدبس في مبلغ محترم في حال قررت دعوة حبيبتك لمكان ما.
و سيساعدك في ذلك انك قد تظل هيمان طوال الليل بالشارع تفكر فيها و إن كانت لديك سيارة فالأمور باتت أكثر سهولة.
الخطوة الثامنة:
اخبرها دائما بمناسبة و غير مناسبة انك تحبها و لا تطيق العيش بدونها، و لكن لا تتعدى الحد الأقصى و هو عشرين كلمة بحبك بالساعة، فذلك يجعلك مدلوقا.
الخطوة التاسعة:
بالطبع عليك أن تبدو أمامها و كأنك مقطع السمكة و ديلها و تعرف بنات بعدد شعيرات رأسك الأصلع و لا بأس أيضا من أن تخبرها بأنك تركت الجميع من اجل عيونها فقط, و لا تذكر حقيقة انك في الواقع لم تجد غيرها تقبل بك فهي كذبة صفراء صغيرة.
الخطوة العاشرة و الأخيرة:
نفذ كل الخطوات السابقة بحذافيرها و ستصبح رومانسيا في خلال يومين و نصف ، و غير مسئولين عن الفروقات في التوقيت.
ملحوظة:
لا اتهم الرومانسية أو الرومانسيين بحالة الغباء أو الهطل الفطري و لكني أرى أنها تحولت بشكل ما إلى قصص مكررة ما أن ترى واحدة كأنك رأيت الجميع، فلو كان قيس و ليلي في عصرنا لما انتحرنا و لا وجدنا قصة حب خالدة, فما أسهل من ورقة زواج عرفي و اتنين شهود، و سلملي على الرومانسية.
توقيع:
مجنونة



0 Comments:

Post a Comment



Template by:
Free Blog Templates