الأحد، يوليو 19، 2009

عشر ساعات







تحديث:
يسعدني جدا تقبل النقد الهادف باسباب مبررة ، فلا تقلقوا انقدوا كما شئتم، فلا مجال للغضب او اي شيء آخر و بالطبع يسعدني سماع آرائكم كيفما كانت.



كان يجلس هناك وحيدا، لا يدري ماذا يفعل؟، ممسكا بالكتاب الذي أحضره معه ليسليه، و لكنه لم يعد يدري من منهما يتسلى أكثر، الكتاب الذي قد بدأ يشك في أنه يراقبه، و يضحك على كل المحاولات التي كان يبذلها ليبدو مهتما بقراءته، و لكن بدا أنه فشل حتى في إقناع الكتاب بهذا فما باله بإقناع أحد آخر.لقد بدا اليوم طويلا للغاية عندما بدأ، و لا يدري كيف سينتهي، مع أن اليوم في نظره لا يتكون سوى من عشر ساعات عليه قضاؤها، فهل هذا صعب لهذه الدرجة، لدرجة أن يفكر في العودة، غير مبالٍ بضحك أصدقائه منه، و اعترافه بأنهم كانوا علي حق.
و أصبح لا يدري أيهما أقسي عليه، و لكنه حسم أمره في أنه لن يعود. لقد بدأ الأمر كله بطرفة من أحد أصدقاؤه بأنه أصبح يعيش في المستشفى الذي يعمل به، علي رغم أنه يملك بيتا و لكنه لا يزوره إلا في المناسبات، علي حد قول هذا الصديق و تبع ذلك تأييد باقي الزملاء، وسط ضحكات أحس بها كالإبر توخزه في كل جسده. هو يعرف أنهم يقولون الحقيقة ،و أن هذا واقع حاله، صحيح أن لديه منزل، و لكنه منزل فارغ لا يسكنه أحد، حتى هو امتنع عن السكن فيه منذ وفاة والده في العام الماضي، و لم يعد له أحد آخر يمكن أن يؤنس حياته الفارغة ،فقد ماتت أمه بعد ولادته بعدة دقائق، و لم يكن له أية إخوة أو أخوات كان وحيدا في كل شئ، في اتخاذ قراراته، في حياته ، فلم يكن والده المريض يتدخل في شئ في حياته، اللهم إلا انه كان السبب الأول و الوحيد الذي دفعه لدخول كلية الطب حتى لا يعاني أحد مثلما عانى والده حتى رحل عن الحياة.

كل هذا يعرفه جميع أصدقاؤه، و لكنهم فقط كانوا يحاولون مساعدته للاندماج في المجتمع، فهو لا يخرج من المستشفى إلا ليعود إليها، و كان يقبل أن يحل محل أي زميل في أي ظرف فقط ليبقى في المستشفى، و كي لا يضطر للعودة إلى منزل فارغ لا أحد فيه، لذلك قبل التحدي الذي فرضوه عليه في حب. و كان التحدي أن يبقى خارج المستشفى و كذلك خارج منزله لمدة عشر ساعات. عشر ساعات فقط تفصله عن أصدقائه، عن مرضاه، عن عودة احترامه لذاته، عن تأكيده لنفسه أنه يستطيع أن يفعل ما يريده، حتى لو كان البقاء خارجا لمدة عشر ساعات.
و لكن واجهته مشكلة صرح بها في صوت خفيض لأحد أصدقائه الذي أخذ يضحك في ود، فهو لم يكن يدري إلى أين يذهب فهو لا يعرف أي مكان خارج المستشفى سوى بيته، ففكر الصديق قليلا و دله على مكان هادئ يمضي فيه هذا الوقت.ذهب مندهشا إلى هذا المكان، فقد كانت المرة الأولي التي يعرف فيها أن هنالك ناديا خاصا بالأطباء، و عندما دخل شعر لأول وهلة بشعور غريب لم يعرف كيف يصفه، هل هو شعور بالغربة في مكان غريب عليه، أم هو شعور بالألفة في مكان عزيز لديه، كان شعوره متناقضا للوهلة الأولى، و لكنه تغلب على هذا الشعور في لحظات، محاولا إيجاد مكان هادئ يمضي فيه عشر ساعات بلا إزعاج، و وجد مأربه بسرعة، وجد طاولة تجلس مثله في هدوء متناسية ما حولها و قد جذبته إليها، ليجلس مستريحا فاتحا كتابه محاولا الانشغال به عما حوله، و لكن بدا الفشل في عينيه ،فترك الكتاب محاولا إيجاد شيئا آخر يشغله.

أخذ ينظر حوله أملا في العثور على أحد يعرفه ليقطع معه الوقت، لكن يبدو أن الجميع تآمروا عليه فلم يجد أحد يعرفه، أو قد يبدو أنه يعرفه، و لم يجد شيئا يفعله سوي النظر في ساعته مراقبا الوقت الذي بدا أنه يتحرك في بطء شديد ليكمل بذلك خيوط المؤامرة.و مر بعض الوقت عليه و هو جالسا في مكانه وحيدا مع كتاب مازال حتى الآن يسخر منه، و لكنه وجد وسيلة ما لتمضية الوقت، وسيلة قد تبدو غريبة و لكن ليس عليه، فكثيرا ما إعتمدها في أوقات فراغه، والتي كانت تطول بفضل وحدته، و قد كانت هذه الوسيلة كما كان يطلق عليها وحدة المراقبة و مهما بدا الاسم غريبا، و لكنه كان الشئ الوحيد المألوف بالنسبة له في هذا المكان.

تعتمد هذه اللعبة على مراقبة جميع الموجودين من حوله، مما تطلب بالضرورة تغيير المكان الذي كان يجلس فيه ، فانتقل إلى طاولة أخرى ذات موقع مميز بين الطاولات، و بدأ عملية المراقبة.

بدأ بالطاولة علي يمينه فوجد عليها شخصان رجل و امرأة كلاهما في منتصف العمر، و يبدو عليهما التوتر كأنهما في خضم اتخاذ قرار خطير، و وجد المرأة تنظر باتجاهه فشعر بأنها تؤنبه علي التدخل في شئونها فأزاح نظره فورا إلى الجهة الأخرى، عله يجد احد آخر، و رأى طاولة أخرى يجلس عليها شاب يجلس وحيدا مثله ففكر في التطفل عليه و لكنه وجده منشغلا عنه بالقراءة في كتاب يبدو مهما بالنسبة إليه، فأزاح بصره للمرة الثانية باحثا عن شئ جديد.نظر هذه المرة إلي طاولة تبدو بعيدة قليلا عنه ، فوجد عليها امرأة في نحو الثلاثين تجلس وحيدة علي الطاولة، و قد لفتت انتباهه بشكل غريب فأخذ يتمعن في وجهها، و قد بدا جميلا تحت طبقة رقيقة من المساحيق التجميلية، و قد يبدو هذا الوجه عاديا لأي إنسان و لكنه جعله يكتشف شيئا هاما فهو لم ينظر من قبل إلي وجه امرأة، أعني صحيح أنه رأى الكثير و لكنه كان يتعامل مع الوجه أو الشخص باعتباره مريض يأتي إليه ليعالجه و بعدها يعود كلا منهما إلي حياته، و تعتبر هذه المرة الأولي التي ينظر فيها لوجه ككيان و لهذا فهي أول مرة يرى امرأة.

كان وجهها جميلا و لكن لم يستطع أن يخفي القلق البادي عليها، فقد كانت تنظر في ساعتها مثله تماما فاعتقد أنها مثله تريد مرور الوقت بسرعة، و لكن لاحظ أنها تنظر حولها في كافة الاتجاهات فرجح أنها ربما تنتظر أحد ما، و لكن من يكون هذا الشخص هل هو حبيبها أم خطيبها أم حتى زوجها.لم يكن يدرك لما يسأل هذه الأسئلة و ما الذي يهمه في هذا الأمر، فلتنتظر من تريد فهي ستبقي موضوعا للمراقبة و مرور الوقت بأي حال، كان يعرف أن عليه إلا يتعلق بها أو بالأحرى كان يخاف أن يتعلق بها ثم يتركها، لذا حاول العودة للقراءة وفشل، فنظر إليها ثانية فوجدها مازالت حائرة من الانتظار تمنى لو يستطيع المساعدة، و لكنه امتنع. طلبت الغذاء فطلب مثلها و بعدها شرب فنجان قهوة بينما شربت كأس عصير.ملت من الانتظار فقامت حاول الذهاب ورائها ليعرفها بنفسه لكنه يعرف أنها لن تهتم به، فعلى ما يبدو لديها مشاكلها الخاصة.نظر في ساعته ليرى أن الوقت قد مضى من دون أن يشعر، ترك الكرسي ململما شتات نفسه محاولا أن ينسى وقت مضى أشعره بالسعادة، معاهدا نفسه علي ضرورة تكرار هذه الجلسة مرة أخرى، فربما يجد أحد يهتم له أو أن تواتيه الجرأة للتعرف علي أحد ما و أخذ كتابه عائدا إلى المستشفي إنسان جديدا إلى حد ما غيرته عشر ساعات.


النهاية.

الخميس، يوليو 09، 2009

مقاطع سوداء






هي ليست أنا. أو ربما تكون. لا أدري ما وجه الشبه أو الاختلاف بيننا. لكنها كانت هنا يوما و هذه قصتها.

إهداء إلى أبي ، الذي لم يقف إلى جانبي يوما إلا ليخبرني بأني مخطئة في نظرتي للأمور،و أني مهما فعلت لن أصل إليه.

الحياة في منزلنا العامر أشبه بالسيرك كل يجري في طريقه. و لا يعرف شيئا عن الآخر.كل يقدم فقرته بإتقان و لا يتوقف لمشاهدة فقرات الآخرين.فكل ما يعنيه أنه يقوم بدوره على أكمل وجه.
أو قد تكون أشبه بالسجن. غرفات منعزلة، و طعام سيء، و رعاية لا تستطيع أن تصفها سوى بالسوء.
أو كالغرف المغلقة التي تجدها على صفحات الانترنت. لا تستطيع الخروج منها إلا بعد أن تقف على كافة الأبعاد كلها. لكن الفارق أنك قد تخرج منها.أما في منزلنا العامر فلا يوجد فرصة للخروج.

ما أن تدلف من الباب،حتى تجد كل شيء يلفه الغموض كتلك اللوحة على الجدار لفارس، يقف حائرا لا يعرف أين فرسه، يدير رأسه يسارا و يمينا و لكن لا فائدة، يريد أن يتحرك ليبحث عنه، لكنه لا يستطيع فكل شيء هنا ساكن، الكرسي، الطاولات، و أبي.

كان أبي يقول لي دوما، يا بني الحق احلامك اركب على فرس الخيال و اسبقها، و عندما تصل إليك تمسك بها، لكنه لم يخبرني ماذا أفعل بها بعد ذلك،أأتركها أم أن الأمر يتوقف عند هذا.

أمي دوما هي عماد البيت ، تخبرني ماذا أفعل ماذا ارتدي و ماذا أقول، كالدمية أصير بين يديها، صرت لا أعرف التحرك من دونها، هي دوما تعرف كل شيء و أي شيء، لا يوجد شيء على وجه الأرض لا يقع في مدار أمي، و لا يوجد موضوع قد تتحدث عنه إلا و ينقلب عن أمي، محور الأرض هي، ربما فمن يدري.

الأمر ليس بأني افقد ثقتي بالآخرين فقط، و لكني قد أفقد ثقتي بنفسي أيضا.

******************************************


الموت هو الحل لهذه المشكلة كما اعتقد، هذا ما تبادر لذهني منذ مدة، حاولت نشر الجملة، عل أحدا يسألني عن معناها، و لكن لم يسألني سواه كما توقعت تماما، جاءني بهدوء و اقترب مني و قال: ماذا تعنين بهذا، دائما ما كان صغيرا في نظري مهما كبر، يحتاج دوما للمساعدة، ليس مساعدتي فأنا لا أصلح حتى لمساعدة نفسي، اقترب مرة أخرى بصمت و أعاد السؤال، قلت له أقرأ بنفسك و لكني تذكرت أنه لا يستطيع أن يقرأ، أجلسته أمامي و سألته أحقا تود أن تعرف أنها قصة مملة كالعادة.


أخبريني بها، قالها و صمت استعدادا للسماع، لا بأس إذا، أتعرف شيئا ، أن يحاول الفأر أن يعيش في وكر الغيلان فهذا قمة الجنون، أما هنا فالقصة مختلفة.


الفأر يعيش مع هرة و كلب، الهر يكرهه بلا أسباب يحاول دوما أن يتحكم به، يسيطر على حياته، يسلبه أدنى درجات حقوقه،و الكلب صامت دائما، لا يتكلم ، يريد أن يساعد الفأر بل و يشفق عليه، و لكنه لا يستطيع أن يقف في وجه الهر، إن وقف في وجه فسيطرد هو الآخر كمن سبقوه.


فما رأيك أليس الموت هو الحل الوحيد له, لم يرد، فقد نام قبل أن انهي قصتي.


******************************

هي مجرد مجموعة من المقاطع لا يربطها رابط، سوى أنها جميعا سوداء.

الخميس، يوليو 02، 2009

هدنة



حسنا تحذير هام:


البوست كئيب للغاية تبعا للحالة النفسية، لا يمكن طبعا أكون كئيبة و اكتب كوميدي أو رومانسي، لازم الكلام يبقى تبعا لمقتضى الحال علشان يبقى بليغ.


أي حد مكتئب مثلي لا تقرأ ، ما هو مش نكد بره النت و جوه النت كمان.








قررت أن أصنع هدنة


مع الحياة مع البشر


قررت أن أحيا وحدي


بلا شمس أو قمر


قررت أن أحيا دوما


كما أريد كما أشاء


لا كما يهوى البشر


قررت أن أعقد هدنة مع الحياة


أتنازل قليلا نتصالح قليلا


لتسير القافلة سليمة


و لينزل المطر


سأتنازل عن بسمة


و تتغاضي عن ألم


سأتنازل عن فرحة


و تبعد عني الحزن


سأتنازل عن حريتي


لتضمن لي البقاء


لن أشجب أو اعترض


او استنكر او أرفض


سأعيش كما أنا


جسد يتيه مع الرياح


سأدعها تفعل ما تشاء


مادمت سأستريح


سيهدئ الفوران في عقلي


و الثورة في قلبي


و الموج على لساني


سأهدأ سأسكن


و تظل الهدنة


سأحاول أن أتخلص مني


أن اقتلني أن اهجرني


أن أترك عقلي و ارحل


و سأعرض نفسي للبيع


فمن يشتري


قلب حجر


رئة صدئة


و قلم قد كسر


يدان ضعيفتان


شفتان خرساوتان


قدمان لا يحملان


حتى جسدي أنا


سأعقد الهدنة و ليكن ما يكون


إما أن أشفى


أو انتقل إلى حافة الجنون


و أنت يا من هناك


لا تنتظرني


أنا لن أعود






ملحوظة: لم أجد لونا أسود عن هذا.

ملحوظة تانية : أنا بصراحة ملقتش صورة في دماغي للبوست ده و طبعا أ،نا عايزاله صورة، من غير صورة كده شكله وحش جدا وسط اخواته، فلو أي حد عنده اقتراح لصورة ياريت يقولي، و شكرا مقدما، عارفة أني متعبة جدا.

;;

Template by:
Free Blog Templates